إحترام عمال النظافة وتقدير قيمتهم في المجتمع

عامل نظافة وفني صيانة

تراهم في أنحاء مواقع العمل وقد لا تراهم لأنك لا تلقي بالا لهم وقد يلقون عليك السلام والتحية وقد لا تجيبهم لأنك لا تسمعهم أو بالأحرى لن تسمعهم.. إن أحسست بهم ظننتهم صفر على الشمال في الحياة ولكن إن اتسخت أطراف ملابسك يوما بمكتبك فلا تستغرب أن أول ما يخطر ببالك هو صاحب تلك البدلة الزرقاء الذي تراه بين الفينة والأخرى يضايقك بتجوله بمكتبك ممسكا قطعه قماش قد لا تحب أن تمسكها بيدك لأنك لست معتادا عليها وتلك العصا بيده يحركها بأرض مكتبك حتى ترى بريق النور ينعكس منها..

في هذه الأثناء قد تسأل أو المؤكد أنك ستتساءل وستكثر الأسئلة وقد يعلو صوتك بها عنه وقد لا تتمكن من العمل لأنك لم تره ذلك اليوم يجوب أنحاء مكتبك كما كان يفعل كل يوم .

فهل تراك تتوق لرؤيته؟ وكيف أصبح فجأة بتلك الأهمية بعد أن كنت تتمنى لحظة خروجه من أمامك,

فهل تراه يستحق تلك الأسطر التي كتبت عنه؟

هل ترى بإمكانك العمل بمكتب متهالك تعلوه طبقة من الغبار وحولك الحشرات والروائح النتنة في قيض الصيف بجهاز تكييف لا يعمل وحاسوب لا يستجيب لأوامرك؟!

أو هل ستعمل بدون إضاءة في ظلام الليل الحالك؟

ماذا ستفعل أنت أو أحد أفراد أسرتك إذا أصبتم بإعياء شديد لا قدر العزيز وأتاكم الطبيب بدون سماعته الشهيرة وجهاز الضغط وبتحاليل خاطئة في مجال لا يغفر الخطأ به ستقتنع بقدرته على معرفة ما بداخل بطنك المريضة بدون المنظار أو ما بعظامك ومفاصلك بدون فيلم الأشعة؟

أو أنك للنوم على سريره ذي الملاءات القذرة؟

إذا عرفت الجواب عن كل تلك الأسئلة فإنك ستذكر أصحاب البدل الملونة على اختلاف تخصصاتهم وستعلم أهمية الإدارة التي وضعت للإشراف عليهم على مدار الساعة طيلة أيام وفصول العام.