سؤال 2 : مِن السنة أن يحدِّدَ الخاطب مهْرَ عروسِهِ حسب قدرته، فكيف كان - رحمه الله تعالى – يُمْهِرُ نساءه، وكيف كان يُمْهِرُ بناته ؟.
الجواب : أم عبدالله زهر : كان جزاه الله خيراً إذا قدم الخاطب سأل عن المهر؟ فكان أبو عبدالله – رحمه الله تعالى – يجيبه بقوله : المهر ليس لي، هذا ليس لي، هو لكم أنتم، ويسأل كل خاطب منهم كم باستطاعته أن يدفع ؟.
فكان العريس هو الذي يُحَدِّدِ المهر، وكان مهرُ زوجاته الثلاث مئة دينار، أما بناته فكان مهرهن حسب استطاعة أزواجهن، والجميع كان بلا مؤخر.
كان عُمْرُ أبي عبدالله عندما تزوجني إحدى وعشرون سنة، ولم نكن أنا ووالدي ولا الشيخ أبو عبدالله – رحمه الله تعالى – على مستوى جيد من العلم الشرعي، لم نكن نعرف أن المؤخر ليس من السنة.
ابنتنا الكبرى أمامة كان مهرها مئة دينار، وكان العقد في بيت الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله –.
وفي اليوم الثاني اتصل الشيخ الألباني – رحمه الله - بأبي عبدالله وقال احضر لي يا شيخ أريدك، فلما ذهب إليه قال له : ابنتك التي رضيت بمهر مئة دينار في هذه الأيام، هذا أمر غير طبيعي منها،هذه هدية مني لها مئتي دينار تستعين بها على قضاء حاجاتها في الزواج. ا. هـ.
الأخت أم أيمن : أما أنا فالمهر مئة دينار، إلا أن والدي اتفق معه باتفاق خارجي لم يكتب بالعقد، على أن يدفع ألف دينار إن طلقني، وتوفيَ ولم يطلّق، فلله الحمد هو في حلّ، ولا شيئ عليه.
أمامة ابنة الشيخ أبو عبدالله الكبرى قالت : كان زوجي - حفظه الله - قد طلب ابنة عمه قبل أن يطلبني حسب العادات، وكان معروفاً بالعائلة بالتزامه وله مكانته، قال لعمه عند طلبه : أنا يا عم لي شرط، وهو أن لا ألبسها الذهب على اللوج أمام الناس – ما يسمونه الشبكة -.
فقال أبوها : كيف بنتي ما تلبس ذهب أمام الناس ؟ أنا مستعد ألبسها كيلو ذهب – وكانت حاله ميسورة – فقال زوجي لبسْها اثنان، أما أمام الناس فلا، أنا أريد أن يكون في هذا عبرة للناس أن بالإمكان الزواج بلا لبس الذهب حتى مِن أيٍّ كان، ثمّ لبّسها فيما بعد كما تريد. ورفض عمه وأصرّ على موقفه.
فقال زوجي : يا عم نادِها واسألها عن رأيها، ممكن أن توافقني، فلما سألها رفضت، وقالت : كيف لي أن أكون على اللوج ولا ألبس ذهب ؟.
وبقي زوجي على رأيه، وتفاجأ الجميع أن بيت عمه لم يعطوه ابنتهم، ولم يوافقوه على شرطه.
ثم تقدم بطلب يدي من الوالد وكان عمري إحدى عشرة سنة، فوافق الوالد على طلبه لما يعلم عنه مِن خلقٍ ودين - ولا نزكيه على الله - إلا أنه قال : إن البنت صغيرة وهي لك – إن شاء الله - وكان المهر مئة دينار بلا مؤخر.
وتمت الموافقة على شرطه بسهوله، فقد تربينا على الرضا والقناعة، وتم الزواج بعد خمس سنوات خطبة، ولم ألبس الذهب يوم زواجي، ما لبسته كان فضة.
وكان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله – والشيخ علي الحلبي من الشهود على العقد، تفاجأوا، قال الشيخ علي الحلبي - حفظه الله تعالى – :
]بارك الله لك في مهرك وفي عروسك - ما شاء الله – مهر مئة دينار !! ] ا. هـ.
كلماته هذه كانت دائما تدور في ذهني، وأرددها في نفسي :
]بارك الله لك في مهرك وفي عروسك - ما شاء الله – مهر مئة دينار !! ]
فِعلاً كنت أشعر في البركــــة لحدّ الآن في نفسي، وفي زوجي، وفي أولادي، - ما شاء الله تبارك الله – عندي الآن ثمان بنات وولدين.
وأيضاً كنيتي أم عبدالله وذلك لشدة حب زوجي لوالدي، أصرّ أن يتكنّى بكنيته.
أم عبدالله زهر : ولم يسلموا المهر إلا يوم الزواج.
أم عبدالله نجلاء : ما شاء الله تبارك الله، إذا سلموا المهر يوم الزواج، فكيف كان يتم تجهيز العروس ؟.
أم عبدالله زهر : الحمد لله، ربنا يسّر ووسّع عليها من أوسع أبوابه، لدرجة أن زوجها قال يوماً أنه لا يريد شراء غرفة نوم، وقد شق ذلك على أمامة.
وكنا نذهب عادة ًمع الشيخ الألباني إلى المسجد، فالتقينا في نفس اليوم أختاً فاضلة صديقة علمت عن موضوع المهر، فتبرعت بغرفة نوم هدية للعروسين، وعندما علم زوج أمامة أبى أن يقبل الهدية - لعزة نفسه -.
فقلنا له بسيطة، بيننا وبينك الشيخ الألباني – رحمه الله – تعالَ معنا إليه، ولنسمع قوله، ذهبنا إلى الشيخ الألباني – رحمه الله – وعرضنا عليه الموضوع فقال :
رزقٌ ساقه الله من غير مسألة ولا إشراف نفس، كيف تمنعها إياه ؟.
عندها وافق على قبول الهدية، وتم كل شيئ على ما يرضي الله - تبارك وتعالى - والحمدلله.
يُتبع - إن شاء الله تعالى -.