الرياضة والكشافة للبنات في المدارس والجامعات حكمها وآثارها
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
لعرض الدراسة مباشرةً أدخل على هذا الرابط :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وهذا ملخص مني لهذه الدراسة الهامة :
إدخال الرياضة في مدارس البنات يترتب عليه مفاسد كثيرة , ومنها :
أولاً : زوالُ الحياء من الطالبات , والقضاء على أُنوثتهنَّ : قال الشيخ علي الطنطاوي ~ عمَّا جرَّت إليه مادة الرياضة في مدارس البنات ، حيثُ قال :
(
ومرَّت الأيام وجئتُ هذه المدرسةَ أُلقي فيها دُروساً إضافية ... فسمعتُ مرَّةً صوتاً من ساحة المدرسة ، فتلفتُّ أنظرُ من النافذة ، فرأيتُ مَشهداً ما كنتُ أتصوَّرُ أن يكون في ملَهى فضلاً عن مدرسة ، وهو أنَّ طالبات أحد الفصول وكلُّهنَّ كبيرات بالغات قد استلقَيْنَ على ظُهورهنَّ في درس الرياضة ، ورفعنَ أرجلَهُنَّ حتى بدَت أفخاذهنَّ عن آخرها ! ...
ألا مَن كان له قلبٌ فليتفطَّر اليوم أسفاً على الحياء .
مَن كانت له عين فلتَبْكِ اليوم دَمَاً على الأخلاق .
مَن كان له عقلٌ فليفكِّر بعقله , فما بالفجور يكون عزُّ الوطن , وضمان الاستقلال ، ولكنْ بالأخلاق تُحفظ الأمجاد وتسمو الأوطان .
فإذا كنتم تحسبون أنَّ إطلاق الغرائز من قيد الدِّين والْخُلُق ، والعورات من أسر الحجاب والسِّتر، إذا ظننتم ذلك من دواعي التقدُّم ولوازم الحضارة ، وتركتم كلَّ إنسانٍ وشهوته وهواه ، فإنكم لا تحمدون مغبَّة ما تفعلون ... ) الذكريات 5/226-239 .
ثانياً : أنَّ لُبس الطالبات ما يُسمَّى بالملابس الرياضية فيه تشبهٌ بالكافرات
ثالثاً : أنَّ لُبس الطالبات ما يُسمَّى بالملابس الرياضيَّة فيه تشبُّهٌ بالرِّجال
رابعاً : أنَّ الملابس الرياضيَّة النسائية غالبها مُشتملٌ على محذوراتٍ شرعيَّة : كالضيِّق الذي يصفُ أعضاء الجسم , ... , وكالخفيف الذي يصفُ ما تحته , وكالقصير الذي يكشفُ العورة بلا خَجَلٍ , بالإضافة إلى الحرص على ملابس الشهرة من الماركات العالمية التي يَتنافسُ النساء خاصة عليها ...
خامساً : أنَّ إدخال الرياضة سببٌ لِتَرَجُّلِ الطالبات
سادساً : إنَّ إدخال الرياضة في مدارس البنات اتباعٌ لخُطُوات الشيطان التي نُهينا عنها في كتاب الله
سابعاً : ما تُؤدِّي إليه الرياضة من خلع الطالبات لملابسهنَّ المعتادة
ثامناً : أنَّ إدخال الرياضة وسيلة للكشف من قبل الرِّجال الأجانب
تاسعاً : أنَّ إدخال الرياضة وسيلة لمفاسد أخرى تترتب عليها : ومن ذلك إدخال ما يُسمَّى بالمباريات الرياضية بين الفصول الدراسية في المدرسة الواحدة , والمباريات بين مدارس البنات , وتشكيل ما يُسمَّى بالفرق المدرسية , والفرق الرياضية , ومراكز تدريب فنون الفروسية وركوب الخيل , وطريق لافتتاح ما يُسمَّى بالأندية الرياضية النسائية , وافتتاح معاهد وكليات لتخريج مُعلِّمات للتربية الرياضية , وإعداد الأماكن المناسبة لمثل هذه الرياضات , والتدرُّج في تخصصاتها من سباحة , وفنون دفاع عن النفس ... وافتتاح رابطة للتشجيع الكروي للنساء, وتخصيص مدرجات للمشجِّعات وللعائلات , وتشكيل بعثات خارجية للطالبات الرياضيات , وحضورهنَّ ومُشاركتهنَّ للمناسبات والمباريات العالمية ... الخ , وفي ذلك من المفاسد ما الله به عليم , كما وقع ذلك في حوادث متعددة .
... ومما تقدَّم يظهرُ لكلِّ مُنصف :
حُرمة إدخال هذه المادة في مدارس البنات , وخطرها على المجتمع في الحال والمآل, نسألُ الله الهداية لنا ولكلِّ مَن وليَ شيئاً من أمور المسلمين , إنه سميعٌ مجيب .
... فإن قيل : ذكر ابن حجر في الإصابة 1/325 (
عن بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علِّموا أولادكم السباحة والرماية ) .
فأمَّا حديث بكر الأنصاري > فقال الذهبي في ميزان الاعتدال 3/324 , وابن حجر في لسان الميزان 4/186: بأنه
خبر باطل , لأن فيه سليم بن عمرو الأنصاري .
وأما حديث ابن عمر {
فقد رواه مرفوعاً البيهقي في الشعب 6/401 بلفظ : ( علِّموا أبناءكم السباحة والرمي ، والمرأةَ المغزل ) , وقال : (
عبيد العطار منكر الحديث ) .
... ولو صحَّ (الحديث النبوي) فإن المقصود به الذكور لِما تقدَّم , وهو خاص أيضاً بالرياضة التي تعين على الجهاد في سبيل الله وليس في مطلق الرياضة .
ومما يُؤيد أنه خاص بالذكور أنه جاء النهي عن قتل نساء الكفار , وعلَّل ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم عندما رأى امرأة من الكفار مقتولة : (
ما كانت هذهِ لتُقاتِل ) أخرجه أحمد 15992 .
فإذا كان المعهود أن النساء لسنَ من أهل القتال , فكيفَ يُطالب بتعليم نساء المسلمين آلات الحرب والرياضة وقد أُمرن بالستر والعفاف والحجاب والقرَار ؟! .
فإن قيل :
روى أبو داود 2578 وغيره عن عائشَةَ - رضي الله عنها - أنها كانت مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ , قالت : فسابقْتهُ فَسَبَقتُهُ على رجْلَيَّ , فلمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سابقتهُ فسَبقَني , فقال : هذه بتلكَ السَّبقَةِ ) , فدلَّ على أنَّ جميع أنواع الرياضة مطلوبةٌ للنساء في المدارس والأندية .
فالجوابُ : أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يُسابقها أمام الناس ، فهذه المسابقة كانت بين النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأهله في الْبريَّة بعيداً عن الأنظار , وليس فيها ألبسة خاصة , ولا تنظيمٌ مُسبق , ومن العَجَب أن يُجعل ذلك دليلاً على إدخال الرياضة في مدارس البنات .
فإن قيل :
إنَّ إدخال هذه المادة من أجل فوائدها الصحيَّة , ولعلَّها تكون علاجاً للحدِّ من كثرة السمنة لدى الطالبات ؟ .
فالجواب : أنَّه لا يُعلم أنَّ أحداً من الطلاب - أصحاب البدانة - خفَّت بَدانته أو زالت جرَّاء حصص التربية البدنية , بل دلَّت الإحصائيات على ارتفاع نسبة السمنة في صفوف الطلاب , وأظهرت أن 52 % من البالغين في المملكة يُعانون من البدانة . يُنظر : جريدة الرياض عدد 12942 .
(
وقد أكدَّ باحثون مختصون أن قيام النساء بالأعمال المنـزلية الروتينية يُساعدهنَّ في الحصول على المقدار الكافي من التمارين الرياضية ، والمحافظة على صحتهنَّ ورشاقتهنَّ .
وَوَجَدَ الباحثون في جامعة ساوث كارولاينا الأمريكية ، بعد مراقبة أنماط التمارين الرياضية بين مجموعة من النساء فوق سن الأربعين ، أن 95 في المائة من السيدات حصلن على فوائد هذه التمارين من خلال قيامهنَّ بالأعمال المنزلية الروتينية ، بينما كانت 65 في المائة يعملن في وظائف تتطلَّب مجهوداً بدنياً ، وقامت أقل من 25 في المائة منهنَّ بنشاطات رياضية معروفة .
وقال هؤلاء في التقرير الذي نشرته مجلة الصحة النسائية : أن 53 في المائة من السيدات حصلن على فوائد الرياضة من خلال العناية بالأطفال ) جريدة الدستور الأردنية 6/2000 . ويُنظر : مجلة الأسرة عدد50 .
وأيضاً : فيُمكن ممارسة بعض التمارين في منزلها , وإحضار بعض الأجهزة التي لا محذور فيها إلى البيوت لاستعمالها فيما يُحقِّق المطلوب .
والقاعدة الشرعية أنَّ (
درء المفاسد مُقدَّمٌ على جلب المصالح ) .
ذكر المفاسد الناتجة عن دخول البنات في الكشافة :الكشافة أعمالها خاصة بالرِّجال , ولا تُناسب النساء , وقد ذكرتُ سابقاً في الفصل الأول الأسباب الموجبة للقول بتحريم إدخال الرياضة في المدارس والجامعات والأندية النسائية ,
وخلاصة تلك الأسباب : أن فيها زوال الحياء من المرأة , والتشبُّه بالكافرات , وترجُّل النساء , ولبس الملابس المحرَّمة , والاختلاط بالرجال , وكل هذه الأسباب موجودة في كشَّافة النساء كما هو معروفٌ ومُشاهدٌ في البلاد التي عمل نساؤها في الكشَّافة , وأزيدُ هنا أسباباً أُخرى تمنع المرأة من مزاولة العمل الكشفي وهي :
أولاً : أنَّ دخول المرأة في النشاط الكشفي ذريعةٌ إلى خروجها بكثرةٍ لغير حاجةٍ , وسببٌ للاختلاط , وهتكٌ لأصلٍ من أصول الإسلام وهو الْمُباعدة بين الرِّجال والنساء:واتفق العلماء على تحريم الاختلاط , قال أبو بكر العامري : (
اتفقت علماءُ الأُمَّة أنَّ مَن اعتقدَ هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرِّجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحقَّ القتل بردته , وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقرَّ عليه ورضيَ به فقد فسق , لا يُسمعُ له قولٌ ولا تُقبل له شهادة ) أحكام النظر إلى المحرَّمات ص83 .
وقال شيخ الأزهر محمد الخضر حسين : (
وتحريم الدين لاختلاط الجنسين على النحو الذي يقع في الجامعة معروفٌ لدى عامَّة المسلمين , كما عرَفَه الخاصَّة من علمائهم , وأدلَّة المنع واردة في الكتاب والسنة وسيرة السلف الذين عرفوا لباب الدِّين , وكانوا على بصيرة من حكمته السامية ) محاضرات إسلامية ص191 .
ثانياً : أنَّ دخول المرأة في الكشافة سببٌ لكشفها عن وجهها :قالت عائشة - رضي الله عنها - في قصة الإفك : «
فأتاني فعَرَفَني حينَ رآني , وكانَ يَرَاني قبلَ الحجابِ ، فاستيقظتُ باسترجاعهِ حينَ عرَفَني فخَمَّرْتُ وجهي بجلْبابي , والله ما كلَّمَني كَلِمَةً ولا سمعتُ منه كلِمَةً غير استرجاعه » أخرجه البخاري 4473 واللفظ له ومسلم 2770 .
قال أبو حامد الغزالي : (
إذ لَم يزل الرِّجال على مَمرِّ الزمان مكشوفي الوجوه , والنِّسَاء يَخرُجنَ مُنتقبات ) إحياء علوم الدين 2/47 .
ثالثاً: أنَّ دخول المرأة في العمل الكشفي يُؤدي إلى مصافحتها للرجال غير المحارم: قالت عائشة - رضي الله عنها - : (
والله ما مسَّت يدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأةٍ قطُّ ) أخرجه البخاري 5288 ومسلم 4834 .
رابعاً : أنَّ دخول المرأة في العمل الكشفي ذريعةٌ لكثرة مُحادثة الرِّجال الأجانب:قال القاضي ابن العربي : (
وقد اتفقت الأمة على أنها لا تُؤذن لأنَّ صوتها عورة , فإذا لم يجز سماع صوتها وهي في المئذنة لا تُرى فأولى وأحرى ألا تجوز مجالستها ولا محادثتها ابتداءً من قبل نفسها , فكيف أن يُلجئها الإمام لذلك , ولو تفطَّنت لهذا عصبة الجاهلين ما كانوا عن الحق ناكبين ) المسالك في شرح موطأ مالك 6/229 .
و (
عن أُمِّ عطيَّةَ قالت : كنتُ فيمَنْ بايعَ النبيَّ فكانَ فيما أَخَذَ عَلَينَا أَنْ لاَ نَـنُوحَ , ولا نُحَدِّثَ منَ الرِّجالِ إلاَّ مَحْرَماً ) أخرجه أحمد 20817 .
خامساً : أنَّ دخول المرأة للنشاط الكشفي ذريعةٌ إلى كثرة نظرها للرِّجال الأجانب المنافي للأمر الربانيِّ :قال الزرقاني في شرحه على الموطأ 3/268 : (
لا خلافَ أنَّ على المرأة أن تغضَّ بصرها كما على الرَّجُل غضُّه كما نصَّ الله ) .
سادساً : أنَّ مشاركة المرأة في النشاط الكشفي سببٌ لسفرها بلا محرم
سابعاً : أنَّ مشاركة المرأة في النشاط الكشفي سببٌ لفتنة الرجال بها وإيذائها والتحرُّش بها : عن جابر بن عبد الله { أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
إنَّ المرأةَ تُقْبلُ في صُورةِ شيطانٍ , وتُدْبرُ في صُورةِ شيطانٍ ) أخرجه مسلم 2491 .
(
قالَ العلماءُ : معناهُ : الإشارةُ إلى الْهَوَى والدُّعَاءِ إلى الفتنة بها , لِمَا جَعَلَهُ الله تعالى في نُفُوس الرِّجَال من الميل إلى النِّسَاء ، والالْتذاذ بنَظَرِهنَّ، وما يتعَلَّق بهنَّ ، فَهِيَ شَبيهَةٌ بالشَّيْطَانِ في دُعَائهِ إلى الشَّرِّ بوَسْوَسَتهِ وتزيينه لَهُ , ويُستنبَطُ منْ هذا أنهُ ينبَغي لَهَا ألاَّ تخرُجَ بين الرِّجَال إلاَّ لضَرُورةٍ ، وأنهُ ينبَغي للرَّجُلِ الغَضّ عن ثيابها ، والإعراض عنها مُطلقاً ) شرح صحيح مسلم 5/75 .
وعن أسامة بن زيد { قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (
ما تركْتُ بَعْدي فتنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجال من النِّسَاء ) أخرجه البخاري 4808 ومسلم 2740 .
(
يدلُّ الحديثُ على أنَّ الفتنة بالنِّسَاء أشدّ من الفتنة بغيرهنَّ ) فتح الباري 9/138 .
... وإذا كانت المعاكسات تحصل للطالبة أثناء خروجها من المدرسة مَعَ وجود محرمها أحياناً , فكيف إذا انفردت لوحدها ، هذا إذا كانت الطالبةُ صالحةً ، أمَّا الطالبةُ الفاسدةُ فيتيسَّر لها ما كان صعب المنال بلا رقيبٍ ولا حسيب من أوليائها .
وما يُؤدِّي إلى ذلك جاءت الشريعة الإسلامية بمنعه , ومنه إدخال النشاط الكشفي في مدارس وجامعات البنات .
ثامناً : أنَّ دخول المرأة في النشاط الكشفي سببٌ لإدخال الخوف والجزع عليها
تاسعاً : أن دخول المرأة في الكشافة سببٌ لتأخُّرها عن الزواج , وأيضاً : عدم رغبة الرِّجال بالنساء الكشافات : فَمَن الذي يرغبُ أن يتزوَّج بامرأة تخرج ليلَ نهارٍ, وأكثر وقتها بين جماعات الرِّجال , وفي معسكراتهم ومخيماتهم , وتغيب الليالي في تلك المخيمات الداخلية والخارجية ... الخ .
عاشراً : أنَّ مشاركة المرأة المسلمة في المخيمات الكشفية العالمية فيه خَطَرٌ على عقيدتهانسأل الله السلامة والعافية .
أيها المسلم :إنَّ الأمر خطير , وإن مَن يتسبَّب في إدخال الرياضة في مدارس وجامعات البنات, وكذلك إدخال البنات في النشاطات الكشفية له نصيبٌ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سَيئةً , كان عليه وِزْرُهَا , ووِزْرُ مَنْ عَمل بها من بعده , مِنْ غيرِ أنْ يَنقصَ من أوزارهم شيءٌ ) رواه مسلم 2351 .
وختاماً : أسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجمع شمل المسلمين على الحقِّ ، وأن يُؤلِّف بين قلوبهم ، ويُصلح ذاتَ بينهم ، ويهديهم سُبلَ السلام ، وأن يحميهم من مكائد الأعداء ، ويُعيذهم من شرورهم ، ويُجنِّبهم الفواحش والفتن ما ظهَرَ منها وما بطن ، إنه أرحم الراحمين .
اللهم مَن أراد الإسلام والمسلمين وديارهم بسوءٍ فأشغله بنفسه ، واردد كيده في نحره ، وأدر عليه دائرة السوء ، إنك على كُلِّ شيءٍ قدير .